لاشك أن سلوك الشخص يتشكل من عادات يقوم بفعلها بصفة مستمرة سواء كانت عادات جيدة أو عادات سيئة.
لذلك فإن السعى وراء التغيير نحو حياة أفضل تعتمد في البداية على التخلص من العادات السيئة وبناء عادات جيدة ومفيدة.
ويستطيع كل شخص يلزم على التغيير بناء العادات وقد تساعد تطبيقات بناء العادات في الالتزام بتشكيل العادة التي ترغب بها.
تعريف العادة
هى نمط سلوكي ناتج من فعل الشئ مراراً وتكراراً، فالعادة هى شئ مكتسب نتيجة تكرار الفعل حتى يقوم الشخص بممارسة الفعل تلقائياً دون تفكير مسبق.
وتتكون العادة من 3 عناصر مرتبطة ببعضها البعض وهم:-
- عنصر المعرفة ويقصد بها إدراك الشئ المطلوب عمله.
- ثم عنصر الرغبة ويقصد بها الدافع نحو فعل الشئ.
- ويليهما عنصر المهارة ويقصد به القدرة على فعل هذا الشئ.
وتنقسم العادات إلى نوعين هما:-
- العادات الإيجابية ( الجيدة):- وهى الأنماط السلوكية الجيدة والتي تؤثر على حياة الشخص بطريقة إيجابية ومفيدة.
على سبيل المثال:- الاستيقاظ والنوم مبكراً ـ ممارسة الرياضة ـ حفظ القرآن الكريم ـ القراءة ـ استغلال أوقات الفراغ ـ تناول الأطعمة الصحية وغيرها الكثير من العادات الإيجابية.
- العادات السلبية (السيئة):- وهى الأنماط السلوكية السلبية والتي قد تؤثر على حياة الشخص بطريقة سيئة.
على سبيل المثال:- الإسراف والتبذير ـ السهر طوال الليل ـ قضاء وقت طويل على الإنترنت ـ التدخين ـ إضاعة الكثير من الوقت وغيرها الكثير من العادات السيئة.
نحن ليس مثاليين فقد نمتلك العديد من العادات السيئة ولكن يجب علينا توخي الحذر من أن تشغل هذه العادات جزءاً كبيراً من حياتنا وتسيطر علينا بشكل غير صحيح كما يجب أيضا أن نحاول التخلص منها.
ويمكنك التخلص من العادات السلبية من خلال محاربتها بالعادات الإيجابية المضادة لها.
كيفية بناء عادة روتينية جيدة
يعتقد البعض أن اكتساب عادة إيجابية جديدة أمراً صعباً ولكن هذا غير صحيح فإنه بإمكانك أن تكتسب عادة روتينية جيدة من خلال اتباع الخطوات التالية:-
1- قم بتحديد هدف واضح
في البداية يجب عليك وضع هدف واضح ومحدد يمكن تحقيقه حتى تتمكن من رؤية تقدمك.
وتحديد الهدف هنا يعني قول ” سوف أستيقظ الساعة الخامسة صباحاً” بدلاً من قول “سوف أستيقظ مبكراً”.
كما يجب عليك الالتزم ببناء عادة جديدة واحدة فقط وعندما تلتزم بها بشكل مستمر يمكنك الانتقال لعادة أخرى.
اعزم النية على الالتزام بالعادة من أجل الحصول على الآثار الإيجابية الناتجة من ممارسة تلك العادة.
2- ضع خطة مفصلة للعادة
بعد تحديد الهدف لابد من وضع خطة تفصيلية لممارسة العادة والتي تشمل تحديد عدد المرات التي تقوم فيها ممارسة العادة.
متى سوف تبدأ في هذه العادة ومتى ستنتهي وكم من الوقت سوف تستغرق هذه العادة وما الوقت بالتحديد الذي تمارس فيه تلك العادة معنى ذلك هو أن تقوم بتحديد كل تفصيلة حتى إذا كانت صغيرة تتعلق بالعادة.
التحديد الدقيق سوف يساعدك على إحراز التقدم بشكل مستمر في بناء العادة وقد يحفزك بشكل أكبر.
مثال ذلك:- ” سوف أقوم بدراسة اللغة الإنجليزية بتحديد ساعة يومياً لمدة 30 يوماً ماعدا يوم الجمعة من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة السابعة مساءً عقب الانتهاء من ممارسة اليوجا” وهكذا.
وقد تساعدك تطبيقات بناء العادات في المتابعة والالتزام بهذه الخطة.
3- كافئ نفسك عند إحراز التقدم
يجب عليك أن تجعل فعلك للعادة هو شئ ممتع ليس إلزامي ويتم ذلك من خلال مكافأة نفسك عند القيام بهذه العادة.
ويمكنك مكافئة نفسك من خلال فعل شئ ممتع تحبه مثل مشاهدة التلفاز لوقت قصير أو قراءة كتاب مسلي.
فقد أثبتت الأبحاث أن هذه الاغراءات قد تساعدك في إحراز التقدم دون ملل.
4- شارك عاداتك مع الآخرين
هذه الخطوة هامة ولا يمكن تجاهلها، فإذا كنت ترغب ببناء عادة جديدة عليك بإخبار أصدقائك بها من أجل مساعدتك ودعمك.
ويفضل أن تحاوط نفسك بأشخاص إيجابية تقدر قيمة التغيير وتطوير الذات فإن ذلك سوف يحفزك أكثر على الاستمرار.
مثال ذلك:- إذا كنت ترغب في ممارسة الرياضة قم بالاشتراك فوراً في نادي خاص بهذه الرياضة وتدرب مع أشخاص آخرين.
Related Posts
5- حفز نفسك عند التكاسل
بناء عادة جديدة يعد من السهل الممتنع فهو أشبه ببرمجة الدماغ فقد يصيبك بعض الملل والتكاسل في طريقك لبناء العادة.
هذا أمر طبيعي ولكن الغير طبيعي هو أن تتوقف في ذلك الوقت وتعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر.
ولكن ما يجب عليك فعله هو شحن طاقتك مرة أخرى من خلال التحفيز ومراجعة هدفك الأساسي وراء بناء هذه العادة والآثار الجيدة المترتبة على اكتساب هذه العادة.
تطبيقات بناء العادات
يوجد العديد من التطبيقات التي يمكنك تحميلها من خلال آبل ستور أو متجر بلاي بكل سهولة وتقوم بمساعدتك ومراقبتك المستمرة لبناء العادات ومنها:-
1. تطبيق Habitica أشهر تطبيقات بناء العادات
يتميز هذا التطبيق بأنه رائع ومبدع للغاية في طريقته الخاصة بتتبع العادات الجيدة والالتزام بها، فهو يعتمد على تقمص أدوار شخصية من ألعاب فيديو.
فقد تقوم أولاً بإدخال عاداتك، وأهدافك اليومية، وقائمة مهامك التي تريد الالتزام بها وعند إكمالها ستربح نقاطًا.
لا يقتصر التطبيق على مجرد تتبع العادات، ولكن يمكنك من خلاله الانضمام إلى أصدقائك وإكمال المهام معهم، وهي الطريقة المثالية لتحفيز نفسك على تحقيق أي شيء.
تحميل أفضل تطبيقات بناء العادات تطبيق Habitica.
2. تطبيق Habitshare
يعد تطبيق Habitshare من تطبيقات بناء العادات الذي يعتمد على فكرة المشاركة الاجتماعية من خلال مواقع تواصل اجتماعي مع متتبع عادة، وقد يساعدك ذلك على تنمية العادات مع الأصدقاء.
يتيحُ لك ذلك تحفيز ذاتك من خلال أصدقائك وأيضا تحفيز أصدقائك، بحيث تصبح الأهداف عبارة عن جهودًا جماعية.
كما يمكنك أيضًا إيقاف الجانب الاجتماعي إذا أردت الحفاظ على خصوصيتك.
تحميل تطبيق Habitshare.
3. تطبيق Balanced أحد تطبيقات بناء العادات
يعتمد تصميم تطبيق Balanced لمساعدتك في تتبع وقياس أنماط صحية في يومك مثل تنظيم ساعات النوم الخاصة بك وممارسة الرياضة والوقت الذي تقضيه في الجلوس دون حركة، وذلك قد يشجعك على تطوير عادات صحية.
يركز تطبيق Balanced تمامًا على العادات الصحية فقط على عكس التطبيقات الأخرى.
كما يجعلك تركز على القيام بثلاثة أنشطة فقط في المرة الواحدة.
تحميل تطبيق Balanced من تطبيقات بناء العادات الصحية.
4. تطبيق 21Day Challenge
لقد تم تصميم هذا التطبيقبناء على مبدأ بناء عادة جديدة قد يستغرق نحو 21 يومًا وبالتالي فإن التطبيق تشجعك على الحفاظ على عادة جديدة على مدار 21 يومًا متتاليًا.
تصميم التطبيق رائع وسهل. يتم إدخال العادة التي ترغب الالتزام بها ويتم دعم فكرة 21 يومًا لتكوين عادة جديدة من خلال البحث، لذلك من الممكن أن تجده مفيد للغاية.
تحميل 21Day Challenge أسهل تطبيقات بناء العادات.
5. تطبيق Avocation أحد تطبيقات بناء العادات
قد تسمع لأول مرة عن هذا التطبيق ولكنه يعد أحد تطبيقات بناء العادات المتميزة.
يعتمد ذلك التطبيق على شرح 10 دروس تبلغ مدة كل درس نحو 5 دقائق خاصة بعلم العادات وتكوين الشخصية ويجب مشاهدة هذه الدروس بصفة دورية.
ويساعدك التطبيق في تتبع عاداتك من خلال تسجيل النشاط الذي ترغب مزاولته من خلال تمييزه بلون ورمز معين وتحديد الأيام الخاصة بالنشاط ويقوم التطبيق بمراقبتك.
وقد يضيف التطبيق جانب من المرح بإعطائك نباتاً إفتراضياً وكل ما تقوم بمهمتك يزداد نمو النبات.
تحميل تطبيق Avocation.
في الختام عزيزي القارئ يجب أن تلزم عقد النية على التغيير أولاً وتستغرق الوقت الكافي في اكتساب العادات الجيدة ولا تتوقف في منتصف الطريق فقد يحتاج بناء العادة إلى وقت كثير.
