كتاب لكنود | الدليل الكامل لتحقيق السعادة
كعادتنا نحن البشر،دائمًا هدفنا هو السعادة والراحة، بالرغم إننا على يقين بأن السعادة لا تكمن في تلك الدنيا، ولكن مهما تقول،هذه طبيعتنا نحن البشر!
نضع أهدافًا كبيرة خيالية،والتي أحيانًا تتميز بإنها متعددة الوسائل.
ونقنع أنفسنا بأن إذا توافرت كل وسائل تحقيق تلك أهداف،سنصل للسعادة التي نبغاها،ولكن وللاسف أحيانًا نقع بسبب الطريقة الخاطئة التي توجهنا إليها في وضع أهدافنا،فيقل شعورنا بالسعادة.
وأحيانًا نحقق أهدافنا التي وضعناها،لنتفاجئ بأهداف جديدة تظهر من العدم أمامنا،وسعادتنا تقل كالعادة،ولذلك كان يجب أن أطرح ذلك الكتاب وهو كتاب لكنود.
وهو الذي يكشف أن السعادة لا تتواجد فيما نتمناه أكثر مما في أيدينا بشكل فعلي،وأن السعادة هي الامتنان للنعم التي نملكها وشكر عليها.
السعادة:نظرة عامة علي كتاب لكنود

مؤلف ذلك الكتاب هو الكاتب اسلام جمال وهو من وضع كتاب فاتتني صلاة ،وهو الكتاب الذي تحدثنا عنه في تلك المقالة:
الكتب الدينية: أفضل ٥ كتب دينية 2023
وبالحديث عن كتاب فاتتني صلاة،فمن قرأه يعلم إنه كتاب رائع،فهو تناول المشكلة من جانب اخر،وهو عن طريق دراسة الأعذار التي نختلقها أمامنا،وتكن بكثابة عقبة بيننا وبين أداء فرض الصلاة.
وتكرر ابداع اسلام جمال مرة اخري في كتابه لكنود،فذلك يبحث في شيء نفيس جدًا ،نبحث عنه جميعًا ومن لديه الحظ الوفير هو من يجده ألا وهو السعادة.
ولذلك فذلك الكتاب يعتبر مكمن للسعادة وأسبابها التي يعتقد الكاتب أنها موجودة فيما حولنا وبين أيدينا ولكن لا نوجه لها اهتمام.
و يؤكد الكاتب وجهة نظره خلال ذلك الكتاب ويلقي باللوم على نفسه هو،ليتيح للقارئ أن يفهم المغزي بمفرده وبشكل ذاتي،ويتيمز أسلوبة بالسهولة والبساطة،كما إنه اعتمد في كتابته علي انتقاء الكلمات ببراعة و في سطور قليلة.
كتاب لكنود: مسني الرضا
يبدأ الكاتب كتابه لكنود، بالحديث عن معاناته من روتين حياته اليومية،وعن الملل الذي أصابه من حياته التي لا جديد فيها،كل يوم ونفس دقات الساعةوجرس التنبيه،
يبدأ كل يوم جديد وهو ليس بجديد بل هو نسخة بسيطة من اليوم السابق له،يوم ملئ بالعمل والمشقة،وكل ما ينتظره الكاتب يوم الراحة وهو يوم العلطة،حيث عندنا يرن المنبه،نسرع لإغلاقه ونعود مرة اخري للنوم في سعادة.
حتي جاء وقت به شدة،وأُصاب بشلل النوم المؤقت،لم يستطع فتح عينيه،ولا تحريك اصابعه أو ارجله،وأدرك إنه لن يستطع إكمال حياته بذلك الحال،من يستطع أن يكمل حياته بدون حراك أو تحدث.
وتمني أن تعود له نعمة واحدة مما فقد،وفي لحظة عادت له جميع حواسه مرة اخري،فشعر بالرضا والفرح،وظل يحمد الله على نعمته وبكي من شدة الفرحة.
في الحقيقة صديقي القارئ،أنا مررت بتلك التجربة،ولكن كانت في قالب اخر،وبعد ما انتهت تلك التجربة،توقفت عن كراهية التي كنت أقابل بها أي يوم عادي بسيط.
ولكن لنعلم أن الشر والمعاناة لازمة في تلك الحياة،وكما قال الدكتور مصطفي محمود رحمه الله.
لكنود
يوضح الكاتب بإنه ظل لسنوات يضع هدفًا وبعد أن يحققه،ينتقل للهدف الذي بعده وهكذا.
وهذا ولو لوهلة تظنه النجاح والتطور،وأنا كذلك،ولكن للاسف تلك ليس محاولة لتطوير الذات،بل هي محاولة لقتل سعادتنا،وهذا ما ااكتشفه الكاتب،أنه بذلك الفعل يُبعد السعادة عنه،ويُلقي بها!
كلنا نبحث ونكدح للحصول علي المزيد،ولطن غاب عنا شىء مهم للغاية،وهو ما في أيدينا،نهتم بالعدد لا الجودة، نهتم بعدد الكتب التي نقرأها لا بالإفادة المُقدمة منها!
ومنذ ذلك الوقت والكاتب واليوم الجديد في عينه،هي فرصة جديدة يمنحه الله فيها أسباب ليصبح سعيدًا.
وذكر الكاتب مثلًا بسيط،إنه إذا فقد بصره،فلن يعوضه عن ذلك كل ذهب الدنيا عن نعمة البصر!
وذلك من الخطأ،إذا سألك شخص عن يومك،فتقل له:”لا جديد”.
احمد الله علي اليوم العادي والبسيط الهادئ.
يقع علينا الخطأ نحن البشر،عندما نتوقع أن الأشياء تجلب لنا السعادة والرضا والهدوء،فنتوقع أننا سنصل للسعادة عند شراء هذا الهاتف،أو ركوب تلك الدراجة البخارية،وكثيرًا نصاب بفقدان الأمل بعد تلك الخيالات الزائد عن الحد.
يطرح المؤلف تفسير لمعاني سورة العاديات،فالعاديات هي الخيول التي تتميز بسرعتها في الجري،وانطلاقتها القوية،حيث تجري بسرعة لدرجة احتراق صدرها من شدة تنفسها.
وأنها من فرط حركتها وشدة عدْوِها تثير الغبار بفعل أقدامها.ليس ذلك فحسب بل إنها تعلم جيدًا أنها ليست في نزهة بل هي في حرب بل في وسط الحرب وتتقدم بشجاعة بالغة استجابةً لرغبة صاحبها لأنه أكرمها.
وأن بسبب سرعتها وقوة حركتها،تثير الغبار من تحت أرجلها،بل إنها مُدرك لما حولها،فهو تعرف إنه ليست في نزهة،بل في حرب من عدة حروب،فتضحي بنفسها ببسالة بالغة،وتستخدم تضحيتها كلغة للرد على إكرام صاحبها لها.
فما يفعله راكبها من تقديم لها الشراب والطعام،والعناية بها،يُعرف بالكرم الذي يجعل الخيول تتضحي بأنفسها.
كل ذلك الوصف الرائع بحق، كان على هيئة قسم متكرر، ليأتي جواب القسم في نفس السورة بأن :
إن الإنسانَ لربِّهِ لَكَنُود
وكنود هو الساخط علي نعم الله،لا يقدرها،ولا يحمد الله عليها،وأن ما تفعله الخيول مع راكبيها،أفضل من حالنا نحن مع الله الخالق،فالخيول تحب وتدافع وتضحي بنفسها لأجل راكبها الذي يطعمها ويعتني بها.
وما يفعله راكبها فقط هو إعطاها الطعام والشراب،ولم يخلق لها حافر أو عين أو رجل،ولم يهبها حاسة السمع أو البصر،وبالرغم من ذلك تُضحي بنفسها لأجل راكبها في المعارك والحروب.
فكيف إذا كان الله هو خالقنا ورازقنا من حيث لا نحتسب!
عبادة السعادة
كل يوم وكعادة إبليس،يحاول دائمًا صرفنا عن الحمد والشكر،لإنه يعلم إن في ذلك سعادة لنا،وطمأنينة لأنفسنا وأرواحنا.دائما يحاول أن يجعلنا نشكي لبعضنا هموم الحال،ونسمي ذلك بالفضفضة!
ونحن جاهليين بأننا بفعلتنا ذلك كأننا نشكو الخالق لخلقه!
ولو أعتقدت أن ما تشتكي منه هو الظروف فأنت مخطئ صديقي القارئ،لأن الظؤوف جند من جنود الله،خُلق ليجعلك تشكو لله لا منه!
في الحقيقة،الشكوي لله هي في حد ذاتها السعادة،وخاصة إذا لازمتها بعضًا من الدموع الرقيقة.
سيدنا يوسف والسعادة
من خلال قصة سيدنا يوسف،يمكننا توصل لمفهوم السعادة ونلخصة في عدة نقاط وهي:
- نحن نملك الكثير مهما كانتت الظروف،وإننا علي يقين بذلك.
- نغير منظورنا ليومنا،ونحمد الله علي نعمه،ونخلق عادة الامتنان في يومنا.
- نلزم أنفسنا بالصمت كلما حاول إبليس إثارتنا كي نبدأ مسلسل شكوى لا جدوى منه.
- نتعلم التوكل على الله عز وجل،ونبتعد عن عدم التفكير المفرط.
- نعمل علي أهدافنا بتركيز وهدوء،دون تفكيرًا مفرط،حامدين الله علي ما في أيدينا.
- نعلم أنه ليس بمقدورنا تغيير ما مضى ولكننا قادرون على تغيير نظرتنا إليه
ثم يطرح الكتاب بعض القصص الرائعة التي نخلص منها، بأننا وبفضل من الله في نعم لا نشعر بها،ولا نستطيع إحصاءها.
حتى أن تراب الأرض وخيرها يجب شكر الله عليه فهو نعمة لاي يمكلها غيرنا!
كتاب لكنود:صاحب الملائكة
كيف تصاحب ملاك في رأيك؟
لن اعلمك كيف تصاحب ملاكًا واحد،بل ساعلمك كيف تكن صاحبًا لمجموعة من الملائكة!
قُم لصلاة الفجر ،اترك هاتفك، لن أقل لك اجلس مع نفسك،بل اجلس مع الملائكةوكيف ذلك؟
عن طريق ذكر الله كثيرًا في يومك تأتي إليك الملائكة وتحفك.. وإذا جعلت الذكر والصلاة عادة في يومك، سيصير صوتك مألوفًا عند الملائكة، وستدعو لك و تستغفر لك.
ويمكنك تحميل الكتا من هـنــا
الخاتمة
في النهاية أتمني إنك قد أدركت ما هي السعادة،وكيف تستطيع تحقيقها.